vendredi, juin 23, 2006

الأحلام والرؤى

إن تفسير الأحلام ملكه وموهبة كموهبة الشعر إلا أن هذه الملكة يمكن أن يُكتسب بعضها بالدراسة وبذل الأسباب المعينة على التأويل، وإليك بعض الضوابط أو الدلائل لتفسير الأحلام :

أولاً : القرآن الكريم :

أعرض الرؤيا على كتاب الله فقد تجد تأويلها في بعض آياته مثل: اللباس الجديد قد يكون بشرى بزواج، لقوله تعالى: [هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن]، وهكذا ..

ثانياً : الحديث الشريف :

وكذلك تعرض الرؤى على ما جاء في الأحاديث الشريفة، فمثلاً: الغراب والحية والعقرب والحدأة والفأرة، تدل على الفسق، لورود الحديث بأنهن جميعاً من الفواسق.

ثالثاً : بظاهر الاسم :

فمثلاً اسم فاضل يدلُّ على الفضل، وراشد يدل على الرشد .

رابعاً : بالمعنى ، أو واقع الشيء ووصفه :

فالنرجس والورد قد يدلان على قلة البقاء أو قصر العمر لذبولهما بسرعة

خامساً : من اللغة ومعانيها :

فالسنُّ رمزٌ لسنِ الإنسان، أي: عمره. فقلع ضرسٍ ، أو سنٍّ أو ناب يدل على وفاة قريب أو شخص تعرفه.
الفك العلوي للرجال والسفلي للنساء {الرجال قوّامون على النساء} وإذا كان القلع يدل على الموت فإن التركيب يدلُّ على الولادة أو الحمل.

سادساً : من الأمثال السائدة :

فاليد الطويلة تدلُّ على معروف وخير، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجاته: [أولكن لحوقاً بي أطولكنَّ يداً] أي أكرمكنَّ وأكثركن صدقة. فكانت زينب رضي الله عنها.
والاحتطاب يدل على نميمة.
وغسل اليدين يدل على اليأس من الشيء .. فالعرب تقول: غسلت يدي عنك بأشنان (هي مادة تستعمل قديماً للتنظيف) أي : يئست منك.

سابعاً : بضد الشيء ( بعكسه ) :

فالبكاء قد يؤول بالفرح "أقرَّ الله عينيك" أي أبكاك بدمع بارد ولا يكون إلا عند الفرح والضحك قد يدل على الحزن لقولهم "شر البلية ما يضحك" وهكذا.

ثامناً : من هيئة السائل صلاحاً أو ضلالاً :
فالأذان قد يدل على الحج أخذاً من قوله تعالى {وأذن في الناس بالحج}
والأذان قد يدل على السرقة أخذاً من قوله تعالى [ثم أذن مؤذّن أيتها العير إنكم لسارقون] .. فإذا كان السائل من أهل الاستقامة كان التأويل بالحج وإلا كان الثاني.

تاسعاً : من اختلاف الجو والطقس :
فرؤية النار في الشتاء خير وبركة، لأنها دفء، وفي الليل كذلك لأنها ضياء ودليل كرم وحسن ضيافة.

قال الشاعر:
إذا ضل عنهم ضيفهم نصبوا له من الليل في الظلماء ألويةً حمرا
وأما رؤية النار في الصيف فشرُ وضرر وخطر ..

الحمد للَه